غالبًا ما يقوم رجالٌ بالتحرّش الجنسي بالنساء في سوق العمل.
يحتل الرجال معظم مواقع القوة والصلاحية بينما تحظى النساء بدرجات وظيفية أدنى. وتمكّن هذه المواقع رجالاً كثيرين من استغلال قوتهم لممارسة الضغوط وتوجيه مطالب جنسية تجاه النساء المسؤولات منهنّ.
ينعكس التحرّش الجنسي في أنواع مختلفة من السلوك، بدءًا من النظرات والملاحظات وحتى الأعمال المُشينة.
ما هو التحرّش الجنسي بموجب القانون؟
بموجب قانون منع التحرّش الجنسي لسنة 1998، فإنّ التحرّش الجنسي هو واحد من خمسة أشكال سلوكية محظورة:
ابتزاز شخص للقيام بعمل ذي طابع جنسي. مثلا: أن يهدد صاحب العمل بفصل عاملة إذا رفضت إقامة علاقة جنسية معه.
- عمل مُشين. مثلا: أن يلمس عاملٌ عاملةً لغرض الإثارة الجنسية، أو أن يكشف نفسه أمامها، دون موافقتها.
- عروض متكرّرة ذات طابع جنسي، مع أنّ الشخص الذي توجَّه إليه هذه العروض أبدى عدم اهتمامه بها. في هذه الحالة إذا ما كان المتحرِّش مديرًا أو مسؤولاً في مكان العمل يستغل علاقة سلطة، فلا حاجة لإبداء عدم الموافقة من جانب العاملة. مثلا: أن يعرض عاملٌ على عاملة أن تأتي إليه في المساء لغرض ممارسة الجنس (حتى وإن كانت المقولة على شكل تلميح فقط)، وأن يواصل عرض هذا رغم رفضها.
- تنويهات متكرّرة لجنسوية شخص ما، مع أنه أبدى عدم اهتمامه. وفي هذه الحالة أيضًا، وإذا ما كان المتحرِّش مديرًا أو مسؤولاً في مكان العمل يستغل علاقة سلطة، فلا حاجة لإبداء عدم الموافقة من جانب العاملة. مثلا: ملاحظات جنسية حول مظهر المرأة الخارجي حتى بعد أن أوضحت عدم استساغتها لهذه الملاحظات.
- تنويه مُهين أو مُذلّ حول جنس شخص ما أو حول ميوله الجنسية، سواء أعبّر عن انزعاجه من الأمر أو لم يعبّر. مثلا: ملاحظات حول ميول الشخص الجنسي أو ملاحظات مهينة للنساء كنساء. وقد يكون مثل هذا التنويه شفويًَا أو خطيًا، من خلال معروض/ مستمسك بصري أو سمعي بما في هذا الحاسوب.
ما هو التعرّض؟
التعرّض هو كل مس بمن يشتكي أو يقدم دعوى حول تحرّش جنسي، وكل مس بمن يقدّم المساعدة للمشتكي.
العقوبات على التحرّش والتعرّض الجنسيين:
في القانون الجنائي: إذا قُدِّمت شكوى لدى الشرطة وتمت محاكمة وإدانة المتحرّش جنسياً:
- يحصل المتحرّش على عقوبة حتى سنتيْ سجن.
- يحصل المتعرّض جنسيًا على عقوبة حتى ثلاث سنوات سجن.
- يحصل المتعرّض والمتحرّش على عقوبة حتى أربع سنوات سجن.
في القانون المدني: إذا رفعت المتضرِّرة دعوى مدنية على المتعرّض/ المتحرّش:
- تحكم المحكمة بتعويض مالي بقيمة تقديرية للأضرار التي تسبّب بها التحرّش أو التعرّض.
- في مستطاع المحكمة الحكم بتعويض حتى مبلغ 60 ألف شاقل للمتضرِّرة، حتى إذا لم يُثبت وقوع أي ضرر.
- ثمة مسؤولية انتدابية على المشغّل. أي أنه يمكن رفع دعوى عليه أيضًا حتى إن لم يكن هو المتحرّش عينه.
إسقاطات التحرّش الجنسي
بيّنت الإحصائيات أنّ أكثر من 40% من النساء تعرّضن لتحرّش جنسي في العمل.
تشكو المتضرّرات اللاتي توجّهن إلى مراكز الدعم لمتضرّري الاعتداءات الجنسية من مشاعر سيئة، منها: انعدام الثقة في الآخر، الخجل، الشعور بالذنب، الخوف من تلقي المساعدة خشية مواجهة ردود فعل تشكيكية.
وهناك إسقاطات أخرى للتحرّش الجنسي في مكان العمل يجب مواجهتها، إضافة إلى المساس الجنسي نفسه. غالبًا ما يكون التحرّش الجنسي عملية متواصلة، ولها إسقاطاتها على المستوى المهني والاقتصادي للمتضرّرة. تُمضي المتضرّرة جزءًا كبيرًا من وقتها في مكان العمل وترى فيه مكانًا آمنًا وتتوقع أن تجد فيه مصدرًا للعيش والكرامة المهنية وتعزيز الثقة بالنفس وإنشاء روابط اجتماعية. ويؤدي التحرّش الجنسي إلى مساس شديد بكل هذه الأمور.
الحلقة الضعيفة
معظم ضحايا التحرّش الجنسي هنّ النساء اللاتي ينظر إليهنّ المتحرّش كحلقة ضعيفة في منظومة العمل، كالأمهات الأحاديات الوالدين، والمهاجرات، والمعيلات الوحيدات، والعاملات في مجالات غير مطلوبة في سوق العمل وما شابه.
وعدا عن الإسقاطات الخطيرة للتحرّش الجنسي على هؤلاء النساء، يميل المتحرّش إلى اعتبار وضعيتهن الضعيفة بمثابة ضمانة لامتناعهنّ عن التبليغ عن التحرّش وبالتالي تملـّصه من دفع ثمن أفعاله.
ما الذي يمكنك فعله في حال تعرّضك للتحرّش الجنسي؟
يمكن التوجّه إلى الشرطة وتقديم شكوى جنائية أو رفع دعوى مدنية في محكمة العمل.
بموجب القانون يجب أن يكون هناك في كل مكان عمل (يضم 25 عاملاً فما فوق) مسؤول/ة عن موضوع التحرّش الجنسي (مفضَل أن تكون امرأة)، يمكن التوجه إليها خطيًا أو شفويًا. وهي ملزمة قانونيًا بمعالجة الشكوى.
من المهم أن يعرف المتحرّش – إذا لم يكن المشغّل – أنه يتحرّش بك. حتى لا يدّعي أنه لم يكن يدري عن معارضتك.
- من المهم مشاركة صديق/ة جيّد/ة في مكان العمل بأمر التحرّش، بحيث يمكنه دعمك. قد تكتشفين أحيانًا أنّ نساءً أخريات تم التحرّش بهنّ. وقد يساعد التنظّم المشترك لمجموعة نساء تحرّش بهنّ نفس الشخص على إعطاء وزن أكبر لشكواك ضده.
- قد ترافق أفعال التحرّش أحيانًا تهديدات أو مساس فعلي في شروط العمل (نقل وظيفة أو تقييمات سلبية أو فصل). لذا فمن المهم الحفاظ على رسائل التوصيات والتقييمات الإيجابية من الماضي لإثبات عدم وجود سبب حقيقي للمساس بشروط عملك.
- وثّقي قدر الإمكان أعمال التحرّش: اليوم، الساعة، العمل، إذا ما كان هناك شهود إلخ.